WANTED-UAEU.HOOXS.COM
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
WANTED

المدير العام


WANTED


عدد الرسائل : 288
العمر : 37
علم الدوله : روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Ae10
رقم العضويه : 1
مزاجي : روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Yragb11
تاريخ التسجيل : 27/11/2008

روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Empty
مُساهمةموضوع: روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم   روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Icon_minitimeالخميس 22 يناير - 0:58

HI...

يبتلكم روايه وااايد حلوه قريتها وحبيت اشارككم الروايه HAPPY


المــــــــــــــــــــــــهله الاخيـــــــــــــــــــره

الروايه عباره عن (11) جزء وكاتب الروايه الكاتب:فالنتين راسبوتين

روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم 1726_1147249548


وكل مره بنزللكم (2) اجزاء GOOD اهم شي الردووود وانكم تقرونهن اوك ??


يالله نبدا..


كانت العجوز آنَّا ترقد على سرير حديدى ضيق قرب الموقد الروسى . راحت تنتظر الموت الذى آن على ما يبدو أوانه : كانت تقارب الثمانين من عمرها . كم تحاملت على نفسها طويلا وتماسكت ساعية على قدميها ، ولكنها استسلمت ورقدت بعد أن خارت قواها تماما منذ ثلاث سنوات مضت . فى الصيف شعرت وكأن صحتها قد تحسنت قليلا ، فأخذت تزحف إلى فناء البيت لتستدفئ تحت أشعة الشمس ، بل وكانت أحيانا تعبر الشارع على مراحل متقطعة تستريح خلالها فى الطريق إلى بيت العجوز ميرونيخا ؛ مع اقتراب الخريف وقبل نزول الثلج فارقتها آخر بوادر قوَّتها حتى إنها لم تكن تقدر على تنظيف القصرية التى آلت إليها من حفيدتها نينكا . وبعد أن سقطت مرتين أو ثلاث متتالية على سلم المدخل فرضوا عليها عدم النهوض بتاتا ، فلم يتبق لها فى حياتها كلها ما تفعله سوى القعود فى الفراش أو الجلوس على حافته مدلية قدميها نحو الأرض ، ثم تعود ثانية للاستلقاء والرقاد .

أنجبت العجوز خلال حياتها الكثير من الأبناء ، والآن لم يبق منهم بين الأحياء سوى خمسة بعد أن زارهم الموت كما تزور العِرسة قن الدجاج ، ثم نشبت الحرب . ومع ذلك فقد نجا خمسة : ثلاث بنات وابنان . عاشت إحدى البنات فى نفس المنطقة ، والأخرى فى المدينة ، أما الثالثة فقد كانت تعيش بعيدا جدا فى كييف . انتقل الابن الأكبر من الشمال ، حيث استقر بعد الخدمة العسكرية ، إلى المدينة أيضا . أما العجوز فقد استقرت عند ابنها الأصغر ميخائيل ، الوحيد الذى لم يترك القرية ، وراحت تبذل كل ما بوسعها حتى لا تعكر بشيخوختها حياة أسرته .

فى هذه المرة سار كل شئ فى اتجاه أن العجوز لن تبقى حتى نهاية الشتاء . فمنذ الصيف ، وبمجرد أن بدأت صحتها تتدهور ، صارت تنتابها نوبات إغماء . وكانت حقن الممرضة التى تركض نينكا فى استدعائها هى التى تعيدها من العالم الآخر . وحينما تعود إلى وعيها تظل تئن فى ضعف وبصوت غريب ، والدموع تطفر من عينيها ، ثم تتمتم :
كم مرة قلتُ لكم : لا تلمسونى ، دعونى أرحل بهدوء . أين كنتُ الآن لولا ممرضتكم هذه . ثم تُعَلِّم الصغيرة : لا تركضى بعد الآن إليها ، لا تركضى . إذا أمرتك أمك بالذهاب ، اختبئى فى الحمَّام ، وانتظرى قليلا ، ثم قولى لها : إنها غير موجودة بالبيت . وسأعطيك مُلَبَّسَة فى غاية الحلاوة …

فى بداية سبتمبر هبطت على العجوز مصيبة أخرى : استحوذ عليها نوم متواصل . لم تعد تأكل أو تشرب ، وإنما راحت فى نوم طويل . يلمسونها تفتح عينيها ، تتطلع بنظرة خابية من دون أن ترى شيئا أمامها ، ثم تعاود نومها من جديد . وكانوا يلمسونها كثيرا لكى يعرفوا : حية أم ميتة . تيبس جسدها ، وفى النهاية اصفرت ملامحها صارت جثة هامدة وإن لم يغادرها النفس الأخير .

عندما صار من الواضح تماما أن العجوز سترحل إن لم يكن اليوم فغدا ، ذهب ميخائيل إلى البريد وأرسل تلغرافات إلى أخيه وأخواته للحضور . بعد ذلك هز العجوز موقظا إياها ، وابتدرها قائلا :
انتظرى يا أمى ، سيأتون سريعا . يجب أن يروك وترونهم .

فى صباح اليوم التالى ، كانت فارفارا الابنة الكبرى للعجوز أول الحاضرين . لم يكن حضورها من منطقتها صعبا ، فالمسافة لا تزيد عن خمسين كيلومترا ويمكنها أن تستقل أية سيارة بالطريق . فتحت فارافارا البوابة الخارجية ، لم تلمح أحدا فى الفناء ، وبمجرد أن تنبهت للأمر انفجرت فى الصياح والعويل :
أمى ، يا أمى … !

وثب ميخائيل نحو السلم :
تمهلى ! فهى لم تزل حية بعد . إنها نائمة . لا تصرخى ، على الأقل فى الشارع . وإلا ستجمعين علينا أهالى القرية كلهم .

دخلت فارفارا دون أن تنظر نحوه وسقطت على ركبتيها بجوار سرير العجوز ، ومرة أخرى راحت تهز رأسها وتنوح :
أمى ، يا أمى … !

لم تستيقظ العجوز ، ولم تسر فى وجهها نقطة دم واحدة . ربت ميخائيل على خدى أمه اللذين تقعرا . عندئذ فقط تحركت عيناها تحت جفنيها . حاولت فتحهما ولكن دون جدوى .
أمى هزها ميخائيل هذه فارفارا قد حضرت . انظرى .
أمى جاهدت فارفارا هذه أنا ، ابنتك الكبرى . جئتُ لأراك ، وأنت لا تنظرين إلىَّ ! يا أمى !

اهتزت عينا العجوز ، ارتجفتا مثل كفتى ميزان ، ثم تصلبتا وانطبقتا من جديد . نهضت فرفارا وابتعدت لتبكى خلف المائدة حيث الوضع أكثر راحة هناك . بكت طويلا بينما أخذت تدق رأسها بالمائدة . انهمرت دموعها غزيرة ولم تعد قادرة على إيقافها . بالقرب منها راحت نينكا ذات الخمس سنوات تروح وتجئ وتنحنى حتى ترى لماذا لا تجرى دموع فارفارا على الأرض ؛ أبعدوا نينكا ، ولكنها تلك الماكرة تسللت مرة أخرى واحتلت مكانا خلف المائدة .

فى المساء وصل إيليا ولوسيا من المدينة على ظهر مركب اتضح أنه لحسن حظهما يتناسب مع الظرف الطارئ على الرغم من أنه يبحر مرتين فقط فى الأسبوع . استقبلهما ميخائيل على الرصيف وقادهما إلى البيت الذى ولدوا جميعا فيه وكبروا . ساروا فى صمت : لوسيا وإيليا على الرصيف الخشبى الضيق المتضعضع ، وميخائيل إلى جوارهما على الوحل المتيبس . راح القرويون يلقون بالتحية على لوسيا وإيليا دون إيقافهما ، وبمجرد أن يتجاوزونهما يلتفتون مرة أخرى ويطالعونهما فى اهتمام . وأخذ العجائز والأطفال يتطلعون من النوافذ إلى الزائرين ، وكانت العجائز يرسمن إشارة الصليب على صدورهن .

لم تتمالك فارفارا نفسها حين رأت أخيها وأختها :
أمنا ، يا أمنا … !
تمهلى أوقفها ميخائيل ثانية سيكون لديك ما يكفى من الوقت لذلك .
وقف الجميع بالقرب من سرير العجوز ومعهم ناديا زوجة ميخائيل ، وفى المكان نفسه نينكا أيضا . كانت العجوز راقدة بدون حراك تبدو وكأنها فى نهاية حياتها أو فى بداية موتها . تأوهت فارفارا :
لقد ماتت !

لم يهدئ من روعها أحد ، وإنما اهتز الجميع فى أماكنهم برعب . مدت لوسيا كفها بسرعة نحو فم العجوز المفتوح فلم تشعر بتردد أنفاسها . قالت متذكرة :
مرآة ، إعطونى المرآة .

اندفعت ناديا نحو المائدة ، تناولت بقايا مرآة ، مسحتها على عجل بطرف ثوبها وأعطتها للوسيا التى قرَّبتها بنفاذ صبر من شفتى العجوز المزرقتين . ظلت ممسكة بها للحظة ، وعندما تجمع البخار على سطحها تنفست فى ارتياح قائلة :
ما زالت حية ، أمنا ما تزال حية .

انخرطت فرفارا فى البكاء مرة أخرى وكأنها سمعت العكس ، أما لوسيا فذرفت دمعة وابتعدت . وقعت المرآة فى يد نينكا . أخذت تنفخ على سطحها وهى تنتظر ماذا سيحدث لها بعد ذلك ، ولكنها لم تجد ما كانت تتوقع أن يروق لها . وفى غضون ذلك انتهزت الفرصة ودفعت بالمرآة نحو فم العجوز كما فعلت لوسيا منذ برهة . لمحها ميخائيل ، فضربها على مرأى من الجميع وطردها من الحجرة . طغى صياح نينكا وبكاؤها فاضطرت فارفارا إلى قطع بكائها ، وتنهدت قائلة :
آه ، يا أمنا أنت …

سألت ناديا عن المكان الذى يفضلون فيه تناول الطعام هنا فى الغرفة أم بالمطبخ . قرروا أن يتناولوه بالمطبخ لكى لا يسببوا أى إزعاج للعجوز . أحضر ميخائيل زجاجة فودكا وزجاجة نبيذ . صب الفودكا لنفسه ولإيليا ، ونبيذا للأختين والزوجة . ثم قال :
لن تأتى تاتيانا اليوم ، ولن ننتظرها .
رد إيليا موافقا :
أى نعم . لقد انتهى النهار ولم تعد هناك وسيلة نقل . فإذا كانت قد استلمت التلغراف بالأمس ، فسوف تركب الطائرة اليوم إلى المدينة ثم تستقل وسيلة نقل أخرى . لعلها تجلس الآن هناك بالمنطقة والسيارات لا تسير فى الليل أى نعم .
وربما تجلس منتظرة بالمدينة .
ستصل غدا .
من الضرورى غدا .
لو غدا فسوف يكون بإمكانها أن تلحق .

رفع ميخائيل الكأس الأول باعتباره صاحب البيت :
هيا ، لنشرب نخب اللقاء .
أ ليس بإمكاننا قرع الكؤوس ؟ تساءلت فارفارا فى فزع* .
ممكن ، ممكن ، فنحن لسنا فى حفل تأبين .
لا تتكلم هكذا .
الكلام الآن مثل عدمه ، لا فرق …
قالت لوسيا فجأة فى حزن وقلق :
منذ زمن طويل لم نجلس هكذا ، لا تنقصنا سوى تاتيانا . سوف تأتى ، سنصير مرة أخرى معا وكأننا لم نفترق أبدا . كنا نجلس دائما حول هذه المائدة ، ومن أجل الضيوف فقط كنا نعد المائدة فى الغرفة . إننى حتى أجلس فى نفس مكانى ، أما فارفارا فليست فى مكانها .. وأنت أيضا يا إليا .
قاطعها ميخائيل فى غضب :
ماذا تقولين .. لم نفترق ! لقد افترقنا ، وافترقنا تماما . فارفارا هى الوحيدة التى تطل علينا .. عندما تكون فى حاجة إلى بطاطس أو أى شئ آخر . أما أنتم فكأنكم غير موجودين فى الدنيا .
فارفارا قريبة من هنا .

لم تتماسك فارفارا :
كأنكم تأتون من موسكو نفسها . الأمر كله مجرد يوم واحد على المركب وتكونون هنا . من المفترض ألا تتحدثوا فى تلك الأمور طالما لا تتقبلون حقيقة أننا إخوة . لقد صرتم من سكان المدن ، فهل ستشغلون بالكم بقرويين مثلنا !
ردت لوسيا فى انفعال :
ليس لك حق ، يا فارفارا ، فى هذا الكلام . ما شأن سكان المدن والقرويين هنا ؟ فكرى قليلا فيما تقولين .
أى نعم . فارفارا ليس لديها حق طبعا ، ليست إنسانا ، فلماذا التحدث معها ؟ ليس لها وجود ، وليست أختا لأختيها وأخويها … وأنتِ إذا سألناك : كم مضى منذ هذه اللحظة على غيابك عن هذا البيت ؟ أما فارفارا فليست إنسانا ، وهى التى كانت وما زالت تزور أمها عدة مرات فى السنة رغم أن أسرتها ليست كأسرتك ، وإنما أكبر . لقد صارت فارفارا الآن متهمة .
ثم أضاف ميخائيل مؤيدا فارفارا :
أنت لم تأت منذ زمن بعيد .. ولكن ما فائدة الكلام الآن ! كنتِ عندنا آخر مرة قبل ولادة نينكا . أما آخر مرة كان إيليا فيها هنا عندما انتقل من الشمال ولم تكن ناديا قد فطمت نينكا بعد . أ تَذْكُر .. كيف ضَحِكْتَ عندما دهنوا ثدى أمها بالخردل ؟
هز إيليا رأسه متذكرا بينما قالت لوسيا فى غضب :
لم أقدر ، ولهذا لم أحضر .
ردت فارفارا غير مصدقة :
لو أردت لحضرت .

HEART يتبع HEART


عدل سابقا من قبل WANTED في الخميس 22 يناير - 2:28 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wanted-uaeu.hooxs.com
WANTED

المدير العام


WANTED


عدد الرسائل : 288
العمر : 37
علم الدوله : روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Ae10
رقم العضويه : 1
مزاجي : روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Yragb11
تاريخ التسجيل : 27/11/2008

روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم   روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Icon_minitimeالخميس 22 يناير - 1:03

ماذا تعنى لو أردت ، إذا كنت أقول لم أقدر ؟ فى حالتى الصحية هذه ، إذا لم أتعالج خلال الإجازة ، فسوف أدور بعد ذلك طوال السنة على المستشفيات .
كل شئ وله عندك الحجة المناسبة ؟
أى شئ وأية حجة ! ما هذا الخلط ؟
لا شئ . لم يعد هناك من يمكنه أن يقول لكم ولو حتى كلمة واحدة . لقد أصبحتم من ذوى الشأن .
تدخل ميخائيل قائلا :
حسنا ، لنشرب كأسا ثانيا ، فلماذا نترك الخمر تفسد ؟
قالت فارفارا محذرة :
من الأفضل أن نكتفى بذلك . أنتم الرجال ليس لديكم هَمُّ سوى السُّكْر . أمنا نائمة تحتضر وهُم هنا يتسلون . فإياكم أن تغنوا أيضا ..
ليس هناك من ينوى الغناء ، أما الشرب فممكن . نحن نعرف متى نشرب ، ومتى لا نشرب لسنا صغارا .
أوه ، الاحتكاك بكم مصيبة ..

جلسوا يتبادلون الحديث حول المائدة الخشبية الطويلة التى صنعها المرحوم والدهم منذ ما يقرب من خمسين عاما مضت ، وقد صاروا لا يشبهون بعضهم البعض منذ أن أصبحوا يعيشون منفصلين . كانت ملامح فارفارا تجعلها تبدو وكأنها أمهم على الرغم من أنها تجاوزت الخمسين فقط فى العام الماضى ولكن مظهرها بدا أسوأ بكثير من هذه السن ، صارت تشبه المرأة العجوز ، وخلافا لبقية أسرتها كانت بدينة وبطيئة . شئ واحد أخذته عن أمها : أنجبت كثيرا هى الأخرى ، الواحد بعد الآخر ، ولكنهم فى زمنها كانوا قد تعلموا حماية الأطفال من الموت ، أما الحرب فلم تكن معروفه لهم فسلموا جميعا وعاشوا أصحاء ما عدا واحد فقط كان قابعا بالسجن . لم تر فارفارا سعادة كبيرة فى أولادها : قاست معهم وتشاجرت قبل أن يكبروا ، ومازالت تتعذب وتتشاجر معهم بعد أن كبروا . وبسببهم شاخت قبل الأوان .

بعد فارفارا أنجبت العجوز إيليا ، ثم لوسيا فميخائيل ، وأخيرا تاتيانا التى مازالوا ينتظرون مجيئها من كييف . ظلوا يطلقون على إيليا ، لقصر قامته حتى التحاقه بالخدمة العسكرية ، بإيليا القصير . والتصقت به التسمية على الرغم من عدم وجود أى إيليا آخر طويل بالقرية . وبسبب معيشته لأكثر من عشر سنوات فى الشمال سقط شعره ، وأصبح رأسه مثل البيضة أجردا يلمع فى الطقس المشمس وكأنهم قاموا بصقله . هناك فى الشمال تزوج ، ولكن زواجه لم يكن موفقا تماما . بدون عناية : اختار لنفسه امرأة معتدلة الطول وعاشا معا حتى صارت أضخم من إيليا بمرة ونصف المرة الأمر الذى زادها جرأة وفظاظة وحتى قد وصلت إلى القرية أخبار تفيد بأن إيليا يعانى منها الكثير .

لوسيا أيضا تجاوزت الأربعين ، ومع ذلك لا يمكن التكهن بذلك أبدا : تبدو شابة ، وأصغر سنا على غير العادة هنا ، بوجه رائق وناعم كما لو كانت فى صورة ، ولم تكن ترتدى ملابسها كيفما اتفق . تركت لوسيا القرية بعد الحرب مباشرة وخلال تلك السنوات تعلمت طبعا من نساء المدينة كيف تعتنى بنفسها . بل ويمكن أن نقول : أية هموم يمكن أن توجد لديها وهى بدون أطفال ؟ أما الأطفال ، فلم يرزقها الله بهم .

لم يكن ميخائيل شبيها بإيليا . كان شعره كثيفا ومجعدا مثل الغجر ، حتى لحيته كانت مجعدة وملفلفة الشعر فى حلقات . كان وجهه أيضا أسمر ، ولكن تلك السمرة لم تكن طبيعية بقدر ما كانت بسبب الشمس والصقيع يعمل بالتحميل على ضفة النهر صيفا ، وشتاء يقطع الأشجار بالغابة ، كان يحيا فى الهواء الطلق على مدار السنة كلها .

هكذا جلسوا يتحدثون خلف المائدة الخشبية الطويلة بالمطبخ حتى لا يزعجوا أمهم المحتضرة ، التى من أجلها اجتمعوا لأول مرة منذ سنوات طويلة فى بيتهم . كان لدى ميخائيل وإيليا ما يشرباه بعد . أما النساء فقد أبعدن كؤوسهن ، ولكنهن لم ينهضن جلسن فى استرخاء بتأثير اللقاء والأحاديث ، وكل ما حمله لهم ذلك اليوم ، متوجسات مما سيأتى به الغد .

قال ميخائيل :
كان علىَّ أن أرسل تلغرافا على الفور إلى فولوديا أيضا . ولربما كان جالسا هنا الآن ، بجوارنا . كم أود رؤيته ، وما آلت إليه أحواله .
أين هو ؟ سأل إيليا .
فى الجيش ، سيكمل عامه الثانى قريبا . فى الصيف وعد أن يأتى فى إجازة ، ولكن يبدو أنه تحت العقاب لم يسمحوا له بالانصراف . لقد كتب أن أحدا ما من مجموعته ترك مركز الحراسة ، فعاقبوه هو بصفته الرئيس . وربما أن يكون هو نفسه قد ارتكب شيئا ما ، فمثل تلك الأمور كثيرة الوقوع هناك . ما رأيك ، هل سيسمحون له بإجازة ، أم لا ، ولو حتى من أجل جدته ؟
يجب أن يسمحوا له .
كان يجب علىَّ أن أرسل إليه فورا بالأمس . لقد ارتكبت حماقة . والآن أفكر : ماذا أكتب لكى لا يتصلَّبوا فى رأيهم ؟ فهو على أية حال حفيد وليس ابنا .
قالت فارفارا فى لهجة نصح :
عليك أن تكتب هكذا : جدتك فى حالة سيئة ، ننتظر وصولك بأقصى سرعة .
اهتزت ناديا من السعادة المفقودة التى لو تحققت الآن لرأت ابنها أمام عينيها .
هذا ما قلته له . فهل من المعقول أن يسمع الكلام ؟!
فقالت لوسيا :
انتظروا قليلا .
أى نعم ، من الأفضل الانتظار وإلا من الممكن إفساد كل شئ . وبعد ذلك : كيت وكيت ، وعندئذ فمن الضرورى أن يسمحوا له بحضور الجنازة .
تأوهت فارفارا :
أوه ، أوه ، يا إلهى . لم نفكر أبدا فى كل ذلك ، أم واحدة للجميع ، وهكذا ينتهى الأمر .
وكم تحتاجين ؟ قال إيليا ساخرا .
قالت فارفارا فى استياء غضب :
أنت بالضبط مثل الغريب ! كل شئ لديك بالغمز واللمز . تريد دوما أن تجعل منى حمقاء ، ولكننى لست أحمق منك ، فلا تغمز أو تلمز .
أنا لا أعتقد أنكِ أكثر حمقا ، ماذا جعلك تفكرين هكذا ؟
أى نعم ، لا تعتقد .
سألت لوسيا ناديا فى همس :
لديكم ماكينة خياطة ؟
لدينا ، ولكننى لا أدرى هل تعمل أم لا . لم أُشَغِّلها منذ فترة طويلة . أوضحت لوسيا قائلة :
بحثتُ اليوم فلم أجد لدىَّ ، لسوء الحظ ، ولو فستان أسود واحد . أسرعتُ إلى المحل واشتريتُ قماشا ، ولم يكن هناك طبعا متسع من الوقت لخياطته فقمتُ فقط بتفصيله ، وعلىَّ أن أُخَيِّطه هنا .
لن تلحقى اليوم .
سألحق ، أنا أُخَيِّط بسرعة . سوف أعمل هنا فى المطبخ بعد أن يناموا .
حسنا ، سأحضرها وافعلى كما تشائين .

قبل الذهاب إلى النوم اجتمعوا مرة أخرى بالقرب من الأم ليروا فى أى حال تنام . جربت لوسيا جس النبض ، وقاسته بصعوبة كان ضعيفا للغاية . نفد صبر ميخائل فهز أمه من كتفها . عندئذ سمع فجأة كيف يخرج من مكان ما من داخلها أنين ليس كالأنين ، وشخير ليس كالشخير ، كأنه ليس أبدا صوت أمه . كان صوتا غريبا ، وكأن الموت وهو يؤدى مهمته قد كشر عن أنيابه . أشاروا إلى ميخائل بالصمت ، ولكن ذلك الصوت أفقدهم جميعا السيطرة على أنفسهم ، حتى نينكا التصقت بأمها وجمدت .
ليتها تبقى حية حتى الصباح تمتمت فارفارا ناشجة بهذه الكلمات ، ثم صمتت .

بدأوا الاستعداد للنوم . كان البيت كبيرا ، ولكنه كان يتكون على النظام القروى من قسمين فقط : فى أحدهما كانت العجوز تستلقى ، وفى الآخر ميخائيل وأسرته . فرشت ناديا لنفسها ولزوجها على الأرض وقدمت سريرها إلى لوسيا . وجدوا لفارفارا سريرا نقالا فنصبوه لها فى القسم الذى تنام فيه العجوز ، ومن أجل أن تعتنى أيضا بأمها . أرادوا أن يفرشوا لإليا بالقرب منها ، ولكنه فضل النوم فى الحمام . كان الحمام فى بيت ميخائيل نظيفا ، ليس فيه سخام أو رائحة عفنة ، وكان يقع فى حديقة البيت . أعطوا إيليا معطفا من الفرو وصديرى ليفرشهما تحته وبطانية قطنية ليتغطى بها . ذهب إليا لينام بعد أن طلب منهم إيقاظه إذا حدث شئ .

أطفأوا المصباح الكهربائى عند العجوز ، وأشعلوا لمبة الكيروسين ، وقرروا الإبقاء على الضوء طوال الليل .

أخرجت ناديا ماكينة الخياطة ووضعتها على نفس المائدة التى كانوا يجلسون حولها . فى البداية جربتها لوسيا على خرقة فوجدتها تعمل جيدا . قالت لوسيا لناديا :
ارقدى . نامى طالما هناك فرصة ، فلا أحد يعلم أية ليلة ستكون هذه .

انصرفت ناديا . سألها ميخائيل عن شئ ما هامسا ، فأجابته هى الأخرى بهمس .

بدأت ماكينة الخياطة فى الصرير . ذُعِرَت لوسيا نفسها وأفلتت الذراع بدا صريرها عاليا مثل صوت طلقات الرصاص . هرولت فارفارا مذعورة ، ولكنها هدأت قليلا حينما رأت لوسيا .
الحمد لله ! فكرتُ أن أحد هنا … لقد زلزلنى الرعب . ولكن ما هذا الذى لا يمكن تأجيله ؟

لم ترد لوسيا وتابعت الخياطة .
تجهزين الأسود ، للحداد ؟
لا أفهم : هل من الضرورى الاستفسار عن ذلك أيضا ؟
وماذا قلتُ لكِ ؟
لا شئ .
استمرى ، فلن أنطق بأى شئ . سأجلس بجانبك قليلا ثم أذهب . لن أعطلك .


18 يتبع 18 [/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wanted-uaeu.hooxs.com
WANTED

المدير العام


WANTED


عدد الرسائل : 288
العمر : 37
علم الدوله : روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Ae10
رقم العضويه : 1
مزاجي : روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Yragb11
تاريخ التسجيل : 27/11/2008

روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم   روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Icon_minitimeالخميس 22 يناير - 1:06

جذبت فارفارا المقعد الخشبى وجلست عند طرف المائدة . لم تخلع ملابسها وإنما اكتفت بفك جواربها فتهدلت إلى ما تحت ركبتيها .

فى مكان ما من النهر أطلق مركب صفيرا بعيدا مكبوتا ، ثم كرره عدة مرات . رفعت فارفارا رأسها مرهفة السمع ، ثم قطبت جبينها فى توتر :
لماذا يصفر هكذا ؟
لا أدرى ، لعله يعطى إشارة لأحد ما .
لم يجد مكانا آخر لإشارته هذه ، لقد تمزقت أحشائى .

جلست فارفارا قليلا ثم نهضت بدون رغبة .
سأذهب . هل ستبقين هنا طويلا ؟
إلى أن أنتهى من الخياطة .
كان علينا ألا ننام اليوم ، أوه ، لم يكن من الضرورى هزت فارفارا رأسها لو جلسنا نتحدث لكان الأمر أهون . قلبى يحدثنى : كل ذلك غير مُطَمْئِن .

انصرفت فارفارا ، ولكن ما لبثت أن عادت . استندت إلى الجدار لتبث الرعب فى نفس لوسيا التى سألتها بفزع :
ماذا ؟
أما إن هذا يخيل إلىَّ ، أو إنه حقيقة . اذهبى وانظرى . اذهبى .

لم تصدق لوسيا ، ولكنها لم تستطع أن تقول إنها لا تصدق . ذهبت إلى الأم . أمسكت بيدها ، ولكنها سمعت من وراء ظهرها أنفاس فارفارا ثقيلة مختلطة بصفير : إى آ ، إى آ ، إى آ . اضطرت إلى إبعادها ، وعندئذ فقط استطاعت بصعوبة بالغة التقاط نبضها الذى بدا هادئا وضائعا وكأنه آتية من على بعد عدة كيلومترات . خيل إليها أنه أضعف من المرة السابقة ، لم يكن متتاليا وإنما تتخلله فترات توقف .
قالت لوسيا مشفقة على أختها :
نامى أنت . فأنا بعد مازلت أعمل ، وسوف أعتنى بها . سوف أوقظك فيما بعد .

شرعت فارفارا تبكى على طريقة الأطفال ، وقالت :
وهل أستطيع أن أغفو ؟ إليا ماكر ، خرج من البيت وترك الهم لأصحابه . أ من المعقول أن أنام الآن ؟ سأظل أفكر طوال الوقت عن هذا وذاك . من الأفضل أن أجلس إلى جوارك .
اجلسى إذا كنت تريدين .
سأبقى هادئة .

مرة أخرى جلست بجوارها . تنهدت ولمست القماش بيدها . راحت تراقب لوسيا وهى تعمل ، ثم سألتها :
ستأخذين هذا الثوب معك فيما بعد ؟
وماذا فى ذلك ؟
كنتُ أود أن أقول إذا لم تأخذينه معك ، فيمكننى أن آخذه .
وما حاجتك إليه ؟ إنه ليس بمقاسك .
لن آخذه لنفسى . عندى ابنه فى نفس مقاسك ، وسيكون مناسبا لها بالضبط .
وابنتك ، ليس عندها ما تلبسه ؟
يمكن القول لا شئ . لديها بعض الملابس ، ولكنها تهرأت كلها من كثرة الاستخدام . والفتاة ، كما تعرفين ، تحب أن تتباهى .
تتباهى فى الأسود ؟
هى ليست متكبرة . تلبسه ولو حتى فى أيام المطر ، فهى لن تلبس فستانا ملونا .
وعدتها لوسيا :
سأعطيه لك قبل السفر .
فرحت فارفارا :
سأقول لها : من خالتك .
قولى ما تشائين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wanted-uaeu.hooxs.com
WANTED

المدير العام


WANTED


عدد الرسائل : 288
العمر : 37
علم الدوله : روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Ae10
رقم العضويه : 1
مزاجي : روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Yragb11
تاريخ التسجيل : 27/11/2008

روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم   روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Icon_minitimeالخميس 22 يناير - 2:18

حينما لفهما الصمت وأوقفت لوسيا الماكينة ، تناهى شخير أحد ما من قسم البيت المخصص لميخائيل . أرهفت فارفارا السمع :
مَنْ هذا ؟
وعندما علا صوت الشخير بعد ذلك ، قالت غاضبة :
عديم الضمير ، وجد الوقت المناسب . لم يعد هناك حياء أو ضمير . ويقولون ابنها من لحمها ودمها صمتت قليلا ثم طلبت فجأة من لوسيا :
لنذهب إليها مرة أخرى ، فأنا أخشى بمفردى .

كانت العجوز لا تزال على حالها : حية وغير حية . كل شئ فيها مات . قلبها فقط ، الذى تحلل خلال حياتها الطويلة ، هو الذى بقى يتحرك بالكاد . وكان من الواضح أنه يتحامل بصعوبة ، ولعل ذلك سيستمر فقط حتى طلوع الصباح .

بينما كانت لوسيا مستمرة فى الخياطة ، ظلت فارفارا مستيقظة ولم تذهب للنوم . وفى نهاية الأمر كان على لوسيا أن تترك لها سريرها وتنام على السرير النقال وإلا ، فالأمر سيان ، لن تدعها فارفارا تنام .

( 2 )

بدأ ضوء الفجر فى الانتشار وأصبحت الرؤية ممكنة ، ولكن قبل شروق الشمس ارتفع من ناحية النهر ضباب كثيف غرق فيه كل شئ وتبدد . تردد خوار الأبقار خافتا فى أرجاء القرية ، وأطلقت الديكة صياحا قصيرا مكتوما ، وتناءت أصوات الناس مثل سمكة تتخبط فى المياه . التحف كل شئ بضباب أبيض كثيف لا يستطيع الإنسان أن يرى من خلاله سوى نفسه . أشرق نور الصباح الذى يتأخر عادة فى مثل هذه الأيام بينما سرق الضباب الضوء ، ولم يعد الناس يرون طريقهم .

كانت ناديا أول المستيقظين فى بيت العجوز . وكانت حماتها ، حتى فترة غير بعيدة ، هى التى توقظها بعد خوار البقرة . لم تكن ناديا تنهض إلى عملها ، حتى ولو كانت غير نائمة ، إلا بعد أن تسمع نداء العجوز من سريرها . الآن لم تنهض على الفور ، بل انتظرت كالعادة صوت العجوز رغم إنها تعلم جيدا أنها لن تسمعه . وفعلا لم تسمعه ، بل سمعت خوار البقرة الممطوط وكأنها تدعو أحد لحلبها ، فكان على ناديا أن تنهض . بينما كانت طوال الوقت تفكر فى العجوز وهى خائفة من معرفة ما إذا كانت قد ماتت أم لا تزال بعد حية . راحت ترتدى ملابسها فى صمت ثم خرجت من البيت متسللة ، وفى المدخل تناولت دلو الحليب المعلق على المسمار .

على أثرها نهضت فارفارا التى تعودت الاستيقاظ مبكرا . رأت أن ناديا غير موجودة فى حين أن الباقين مازالوا نائمين . تنهدت ما يقرب من الخمس مرات فى صعوبة وبصوت مسموع ، ثم ختمتها بأنين طويل لكى توقظ ميخائيل النائم على الأرض . ولكنه مع ذلك لم يتحرك . عندئذ تنهدت فارفارا ، على نفسها هذه المرة ، دون أن تلحظ ذلك ، واعتراها شئ من الخوف ، وكأن هناك من نَوَّم جميع الأحياء فى البيت عنوة . ذهبت فى تأن وحذر إلى القسم الثانى من البيت حيث كانت ترقد العجوز . حاولت ألا تكشف عن نفسها ، وتوقفت عند الباب . لم تكن للبيت أبواب أخرى سوى الباب الكبير بالمدخل الرئيسى ، وكانت هنالك فتحة فى الجدار الذى يقسم البيت إلى قسمين ، فوقفت فارفارا فيها تحدق بخوف فى الفرفة شبه المعتمة . لم تكن ترى وجه العجوز الذى كان محتجبا خلف ظهر السرير . فقط ، كان هناك شئ ما تحت الغطاء لا تعرف أ هو حى أم ميت . لم تجرؤ فارفارا على التقدم لتتأكد بنفسها ، تراجعت قليلا إلى الوراء وهى تفكر أنه من الضرورى الذهاب أولا إلى الفناء كيلا تضطر ذلك فيما بعد عندما لا يكون الوقت مناسبا .

عادت فارفارا وناديا معا من الشارع . بدأت ناديا بتصفية الحليب بقطعة من الشاش فى المطبخ ، أما فارفارا تراوح فى نفس المكان ، تارة تقترب من هذا الطرف ، وتارة أخرى من الطرف الثانى ، وماكينة الخياطة التى تركتها لوسيا ما تزال على المائدة .
سألت ناديا فارفارا فى همس :
هل خَيَّطَتْ بالأمس ؟
ردت فارفارا أيضا فى همس :
خَيَّطَتْ . لم تتمكن من إنهاء بعض الأشياء البسيطة ولكنها لم تستطع التماسك أكثر من ذلك ، فقالت فى رجاء هيا نوقظها ، لم أعد أحتمل .
حالا ، ولكن سأخرج الحليب أولا .

خطت فارفارا إلى المدخل خلف ناديا وكأنها مشدودة إليها ، ثم تبعتها مرة أخرى وكان هناك برطمان واحد فقط ، لكن فارفارا لم تفطن لحمله ، بل راحت تسير خلف ناديا بدون حمل أى شئ . أخيرا فرغت ناديا من أمر الحليب ومسحت يديها بخرقة ، ثم اتجهت فى المقدمة نحو قسم العجوز .

لوسيا ما تزال نائمة . من الواضح أنها فعلا نائمة ، ولكن لم يكن هناك أحد يمكنه أن يقول ذلك عن العجوز . نظرت ناديا إلى حماتها ثم حولت عينيها عنها بسرعة . أما فارفارا فلم تجرؤ حتى على النظر إليها وأخذت توقظ لوسيا . استيقظت لوسيا على الفور ونهضت على عجل حتى أن السرير قد انزاح جانبا عن مكانه .
سألت لوسيا :
ماذا .. ماذا ؟
استعدت فارفارا للبكاء :
لا أدرى . أنا نفسى لا أدرى . انظرى أنتِ .

صحت لوسيا تماما . مسدت شعرها بيديها ، وارتدت الروب الذى كان ملقى بجانبها على المقعد ، ثم اقتربت من الأم . كانت قد تعلمت تمييز إمارات الحياة ، فرفعت يد العجوز ، ولكن سرعان ما أفلتتها وارتدت إلى الوراء مبتعدة : أنَّت العجوز فجأة بصوت خافت ، ثم جمدت بدون حراك . شرعت فارفارا فى النواح :
أمى ، أمى ، يا أمى ، أمى ! آه ، افتحى عينيك آى آى !

8 يتبع 8
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wanted-uaeu.hooxs.com
WANTED

المدير العام


WANTED


عدد الرسائل : 288
العمر : 37
علم الدوله : روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Ae10
رقم العضويه : 1
مزاجي : روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Yragb11
تاريخ التسجيل : 27/11/2008

روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم   روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Icon_minitimeالخميس 22 يناير - 2:20

ركض ميخائيل فى ثيابه الداخلية ولم يكن يفهم ما يجرى من تأثير النوم .
استراحت ؟ أوه ، أمى ، يا أمى … يجب إرسال تلغراف إلى فولوديا .
أوقفته ناديا :
ماذا بك ؟! لماذا تقول ذلك ؟
جسَّت لوسيا نبض العجوز وقالت فى ارتياح :
إنها حية .
حية ؟! التفت ميخائيل نحو فارفارا وصاح فى وجهها : لماذا تنوحين هنا وكأنك فى مأتم ؟ اخرجى وإلا أيقظتِ نينكا أيضا ! عُدْتِ إلى نغمتك من جديد !
قالت لوسيا فى حزم :
هدوء ! اخرجوا جميعا من هنا .

جلست لوسيا تحبك عروات الفستان الجديد وتخَيِّط الأزرار التى جلبتها معها من المدينة إلى أن انتهت ناديا من قلى البطاطس .

انصرفت فارفارا إلى الحمام دامعة العينين ، وهزت إيليا قائلة :
أمنا حية ، حية .
رد إيليا بضيق وتأفف :
إذن لماذا توقظيننى مادامت حية ؟
أردتُ أن أقول لك ذلك ، أن أُفرحك .
من الأفضل أن تتركيننى أشبع نوما ، وبعدها تقولين لى . لماذا توقظيننى فى مثل هذا الوقت المبكر ؟
الوقت ليس مبكرا . إنه الضباب .

بقى الضباب طويلا ، حتى الحادية عشرة ، إلى أن جاءت تلك القوة التى بددته تماما . وعلى الفور انصبت أشعة الشمس قوية ساطعة كما فى الصيف ، وأصبح المكان كله طَرِبَا وصافيا . كان الوقت فى بدية سبتمبر ومع ذلك فلم تكن بوادر الخريف قد لاحت بعد . حتى أوراق البطاطس فى حديقة البيت ما تزال خضراء . وفى الغابة ، كانت تظهر فى بعض الأماكن فقط بقع صفراء متفرقة وكأن أشعة الشمس قد لفحتها فى يوم قائظ .

فى السنوات الأخيرة ، بدا وكأن كل من الصيف والخريف قد تبادلا أماكنهما : تهطل الأمطار فى يونيو ويوليو ، ثم يصحو الطقس حتى عيد الشفاعة الجيد هنا أن الطقس حار ، ولكن السئ فيه أنه فى غير وقته . فعلى النساء الآن أن يخمن متى ستجمع البطاطس : حسب المواعيد القديمة يكون الوقت قد حان ، ولكن طالما الطقس جيد فمن الممكن تركها لتنضج كما ينبغى أى نضج فى الصيف حينما تسبح فى الماء مثل الأسماك . ولكن إذا تُرِكَت قد تسوء حالة الطقس فجأة وآنئذ سيكون من الصعب انتشالها من الطين . أمر محير ، ولا أحد يعرف ما العمل . الوضع ذاته ينطبق على جمع الأعلاف أيضا : أحدهم جمعها حسب المواعيد القديمة ، ولكنها تعفنت تحت الأمطار . والآخر تأخر بسبب كسله ، فربح الأمر . لقد أصبح الطقس مشوشا مثل عجوز خرفة تنسى تسلسل الأشياء ، والناس يقولون أن كل ذلك بسبب البحار التى أقيمت تقريبا على جميع الأنهار .

قلت ناديا كمية من البطاطس الطازجة التى تم جمعها للتو من حديقة المنزل ، ووضعت إلى جوارها فطرا مخللا فى طبق عميق . شهقت لوسيا لدى رؤيته :
فطر مخلل ! فطر حقيقى ! لقد نسيت وجوده تماما لم آكله منذ زمن بعيد . أنا لا أصدق .
أما إيليا الذى أخذ يتمطق فى شهية ، فقال :
فطر . آى نعم ! ليس هذا بالأمر البسيط ، ولكن لو كان معه شئ من الشراب لكان الأمر أفضل آى نعم !
قال ميخائيل موجها اللوم إلى ناديا :
لماذا لم تقدمى منه بالأمس ، فهو مزَّة رائعة مع الشراب ، وبدونه يضيع هدرا .
احمَرَّ وجه ناديا ، ولكنها مع ذلك كانت مسرورة لأنها استطاعت إرضاء ضيوفها :
أردتُ أن أقدم منه بالأمس ، ولكننى ظننت‘ أنه لم يتملح كما ينبغى ، فلم تمض مدة كافية على تخليله . فى الصباح ذقته فأعجبنى ، وقررتُ تقديم بعضه ، لعل أحد يشتهيه . كلوا ، إذا كان يعجبكم .
هل هناك مزيد منه ؟
لا يوجد إلا قليل . لم يكن لدى وقت كافى لجمعه . الناس هنا يجمعونه بكثرة ، أراهم يحملون منه يوميا ، أما أنا فلا أجد وقتا لذلك ، دائما مشغولة . فى هذا الموسم خرجتُ لجمعه مرتين فقط ، ومن مكان قريب من طرف الغابة .
عندئذ تذكرت لوسيا :
كانت تاتيانا تحب جمع الفطر وتعرف جميع الأماكن . ذات مرة خرجتُ معها ، كانت لا تزال صغيرة ، وسرعان ما امتلأ دلوها . سألتها : " من أين أتيتِ بكل ذلك ؟ " " لا أعرف " . فقلتُ لها : " لعلك خبأته فى مكان ما قبل مجيئنا حتى تثبتى شطارتك " . غضبتْ منى وتركتنى … وعدنا إلى البيت فرادى . كان دلوها طافحا ، بينما يكاد الفطر بصعوبة يغطى قاع دلوى .
قال ميخائيل مفسرا الأمر :
لم تكن تقطف كل ما تراه ، إذا وجدت فطرا صغيرا تتركه ، ثم تأتى إليه فى اليوم التالى حتى يكون قد نما . كانت تتذكر أماكنه . كثيرا ما كانت تأخذنى معها ، ولكننى كنتُ أقطف كل ما أصادفه ، وأحمله إلى البيت . كانت تغضب منى إذا رأتنى أقطف فطرا صغيرا ، وذات مرة تشاجرنا فى الغابة . كنتُ أحب جمع الفطر الأحمر أكثر من أى نوع آخر ، فهو ينمو قريبا من بعضه البعض مثل الأعشاش .

قالت لوسيا ضاحكة :
إيليا أفضلنا فى جمع الفطر . كان يملأ دلوه بالحشائش ويغطيها بقليل من الفطر وكأنه جمع دلوا كاملا .
اعترف إيليا فى ارتياح :
آى نعم ، فعلا .
أ تذكرون عندما كانت ترسلنا أمنا إلى ما وراء النهر العلوى لجمع البصل البرى ؟ كان هناك مستنقع ينمو البصل على أطرافه . كنا نتبلل ونتسخ حتى نجمعه ، وكان منظرنا مضحكا . نضع أكياس البصل فى مكان جاف ، ثم نأخذ فى القفز من عِلِّية إلى أخرى … كنا نتسابق فى الجمع أيضا ، ونسرق من بعضنا البعض ، ونسبح بالمركب إلى الجزيرة لجمع الثوم ، هناك أيضا مقابل النهر العلوى …
أكمل له ميخائيل :
إلى يلوفيك .
نعم ، يلوفيك . هناك كنا نحصد للكولخوز . وكان أهالى القرية جميعا يأتون وقت حصاد الحشائش . أذكُرُ كيف كنتُ أجَذِّف : كان الحر شديدا والعناكب لا تفتأ تلدغ ، والأعشاب الجافة تندس بين الشعر وتحت الملابس …
همهمت فارفارا :
ربما ذباب الخيل ، وليست العناكب . العناكب تنسج خيوطها فى الزوايا ولا تلدغ .
قد يكون ذباب الخيل ، الأمر سيان ، فلها تسمية أخرى . هنا فقط يسمونها هكذا . وذات مرة جمعنا الحشائش من جزيرة أخرى … سأتذكر اسمها الآن ، اسمها يعنى أيضا شجرة …
ليستفينشيك . ما أكثر عنب الثعلب هناك ! كانت الأغصان تميل على الأرض من ثقل ثمارها . تأكل ، وتأكل ، وسرعان ما تشعر بالألم فى لسانك وتضرس أسنانك . كانت ثمارها كبيرة ولذيذة ، وكان الدلو يمتلئ بسرعة . ربما لا تزال كثيرة هناك حتى الآن .
لا ، فماذا تقول ! قالت ناديا ملوِّحة بيدها لا ، حتى الأشجار نفسها لم تعد موجودة . لقد أتت تعاونيات قطع الأشجار بمجرد قيامها على كل شئ ، واليوم عليك أن تبحث طويلا حتى تجد ما تأكله منها .
أوه ، يا للأسف !
ما أكثر الثمار الزرقاء التى كانت تنمو على المرتفع ! لم تعد موجودة أيضا . داستها الماشية ، والناس أيضا لا يرحمون .
لماذا يتصرفون هكذا ؟
من يدرى ! يخطفون وكأنها آخر مرة فى حياتهم . إنهم يقطعونها كيفما اتفق ، بالأغصان والأوراق .
وهل يوجد فطر ؟
يوجد هذه السنة . الناس يجمعون منه كثيرا .
هيا لجمع الفطر على الأقل .
عَقَّبَتْ فارفارا :
كان من الممكن المجئ إلى هنا والذهاب لجمع الفطر دون تلغرافات .
أغضب ذلك لوسيا :
الحديث معك لم يعد ممكنا يا لوسيا . كا ما نقوله غير مناسب ، كل شئ ليس على هواك . لا يجب أن تأخذى كل كلمة من كلماتنا على محمل آخر لكونك فقط أكبرنا سنا . لا تنس ، من فضلك ، أننا نحن أيضا كبار وبما فيه الكفاية ، وفى الغالب ندرك ما نفعل . فما هى الحكاية فى نهاية الأمر ؟
لم يقل أحد أى شئ . لا أدرى لماذا تضايقتِ هكذا ؟
أنا التى تضايقت !
وهل أنا ؟


.. Like a Star @ heaven يتبـــــــــــع Like a Star @ heaven
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wanted-uaeu.hooxs.com
WANTED

المدير العام


WANTED


عدد الرسائل : 288
العمر : 37
علم الدوله : روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Ae10
رقم العضويه : 1
مزاجي : روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Yragb11
تاريخ التسجيل : 27/11/2008

روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم   روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Icon_minitimeالخميس 22 يناير - 2:21

عندئذ تدخلت ناديا داعية الجميع إلى الطعام :
هيا ، كلوا ، وإلا ستبرد البطاطس . فهى ليست لذيذة عندما تبرد . لقد أثنيتم على الفطر ولم تتذوقوه . كلوا كل ما أمامكم ، فلن نأكل حتى الغداء .
ستصل تاتيانا ، وسنتجمَّع .
ستلحق موعد الغداء ، آى نعم .
إذا كانت الآن فى المنطقة فلربما تصل قبل الغداء .
تشكَّت فارفارا مسبقا وقالت :
أخشى أن تكون قد قضت ليلتها فى فندق أو عند غرباء ومنعها تكبرها من المجئ إلينا .
رد ميخائيل :
لا ، من الضرورى أن تأتى . تاتيانا بسيطة .
تمسكت فارفارا برأيها فى إصرار قائلة :
كانت بسيطة ، ولكن سنرى كيف أصبحت الآن . فقد مر زمن طويل على غيابها عن البيت .
هى أبعد الجميع ويلزمها وقت أطول ، فليس من السهل السفر من هناك .
ومن قال لها أن تبتعد هكذا ؟ إذا كان ولابد لها من رجل عسكرى ، فهم الآن فى كل مكان . كان بإمكانها أن تختار واحد أقرب . هى الآن مثل اليتامى ، لقد تصرفت بدون عقل .
هزت لوسيا رأسها فى عجز وحيرة :
من الأفضل ألا نناقش أختنا فارفارا . هى دائما على حق .
أنتم لا تحبون سماع الحقيقة .
قالت لوسيا :
أترون ؟ ثم أضافت وهى تنهض من خلف المائدة موجهة الشكر إلى ناديا :
شكرا يا ناديا . كان الإفطار شهيا .
لم تأكلى إلا قليلا ، ليس هناك ما يستحق الشكر .
لا ، هذا كاف لى . معدتى لم تعد معتادة على مثل هذا الطعام . أخشى أن أثقل عليها .
قالت فارفارا فى نبرة تصالح :
الفطر لا يسبب إسهالا ولا يضر بالمعدة . أعرف ذلك عن تجربة . أولادى لم يتأذوا منه أبدا . لم تفهم فارفارا لماذا تنهدت لوسيا وانصرفت ، فسألت أخويها : ماذا بها ؟
من يعرف .
لم يعد الكلام ممكنا .
نصحها إيليا ضاحكا :
تكلمى معها بلغة أهل المدينة ، بلغة المثقفين ، وليس كذلك .
لا أعرف لغة أهل المدينة . لم أزر المدينة فى حياتى كلها إلا مرة واحدة . أما هى فأصلها من القرية وبإمكانها أن تتكلم معى بلغة أهل القرية .
لعلها نسيت .
إذا كانت قد نسيت ، فأنا لم أتعلم والآن علينا ألا ننطق ولو حتى كلمة واحدة ؟

بعد تناول الإفطار جلس إيليا وميخائيل على سلم المدخل يدخنان . صار النهار صحوا ، وارتفع الضباب والسماء إلى أعلى فأعلى ، لم يعد نظر الإنسان يتسع لكل ذلك المدى السماوى الملون ، فصار يخشى هذا العمق الجميل ويبحث عن شئ آخر أقرب ، عن شئ يمكن أن يركن إليه ويرتاح . أما الغابة التى كانت تداعبها الشمس فزهت بالخضرة وصارت أكثر اتساعا ورحابة . كانت تحيط بالقرية من ثلاث جهات ، أما الرابعة فقد تركتها للنهر . وفى الفناء كان الدجاج يصيح على مرأى من الرجلين ويضرب بأجنحته فى بساطة ورغبة . وأخذت الكتاكيت تصوصو . وبسبب الدفء والرضى راح الخنزير المخصى يزعق وهو منطرح يتمرغ بجوار السور المائل .

خرجت نينكا . انبهرت عيناها ، بعد النوم ، بضوء الشمس فغطتهما براحتى يديها وضيقتهما قليلا . بعد ذلك ، حينما اعتادت عيناها الضوء ، انسلت إلى كومة الأخشاب وجلست عليها . شاكستها دجاجة محاولة المرور من خلفها . أخذت نينكا تهش عليها ، وبدون قصد دارت وانزلقت خلف كومة الأخشاب بمؤخرتها العرية . صاح ميخائيل :
نينكا ، سأقرص لك أنفك مثل القطة . كم مرة يجب أن نقول لك ابتعدى من هنا !
اختبأت نينكا وقالت متعللة فى غضب :
الدجاج يأكل .
سوف أريك كيف يأكل الدجاج !

هدأت القرية بعد الترتيبات الصباحية : ذهب إلى العمل من كان مضرا إلى ذلك ، وانشغلت ربات البيوت الآن بعد الانتهاء من أمور الماشية بالشؤون المنزلية الهادئة غير المسموعة ، ولم يخرج بعد الصبية إلى الشارع ساد الهدوء ، ولم تكن تسمع سوى أصوات متناثرة معتادة : صياح حيوان أو صرير بوابة أو صوت إنسان يصدر بالصدفة من مكان ما لم كل ذلك للاستماع أو الرد ، بل لكى لا يحيط الفراغ والموت بالأحياء . وسيطر الهدوء ، الذى ساد فى الوقت الفاصل بين الصباح وموعد الغداء ، على الضجيج والحركة ، وتوافق الدفء الصافى المنير المنبعث من السماء المكشوفة . وراح ذلك الهدوء يسمو بالقرية دون أى صوت مزيلا عنها برودة الليل .
قال ميخائيل مأخوذا بالهدوء الساحر الرقيق :
يبدو أن أمنا كانت طيبة . تأمَّل أى يوم جاء من أجلها . مثل هذا النهار لا يمنح هكذا لمن هب ودب . رد إيليا :
لقد استقر الطقس . آى نعم .
ولكن علينا أن نرتب أمورنا ونشترى من " البيضاء " إياها طالما مازالت موجودة بالمحل . ، لأنه إذا وزعوا الأجور إذا فسوف تنفد عن آخرها ، وسنضطر للبحث عنها .
أ تقصد الفودكا ؟
طبعا . البيضاء . أما النبيذ الأحمر فلا أحترمه . وجوده أو عدمه سيان بالنسبة لى . هذا الوباء يسبب صداعا فظيعا فى الصباح ، ويترك الإنسان طوال النهار كالمصاب بالطاعون .
شعر ميخائيل بتشنج داخلى لدى الحديث عن الخمر .
فى كل الأحوال علينا شراء نبيذ للنساء .
سنشترى قليلا منه ، وهذا كاف . لِمَ الإكثار ؟ حتى النساء الآن لا يشربن منه كثيرا . إنهن يفضلن مشروبنا .
المساواة مطلوبة فى كل شئ ؟
طبعا .
ابتسما فى خبث حيث فهم كل منهما الآخر ، ولكن لم يكن لديهما متسع من الوقت لفتح حديث مسل عن المساواة ، فسكتا . قال إيليا :
كم زجاجة سنشترى ؟
هز ميخائيل كتفيه :
لا أدرى . ولكن ليس أقل من صندوق . سيجتمع نصف أهالى القرية ولا يجب أن نفضح أنفسنا ، فأمنا على أية حال لم تكن بخيلة .
لنأخذ صندوقا ، آى نعم .
وهل معك أية نقود ؟
خمسون روبلا .
وأنا سآخذ من ناديا . هذا يكفى .
وهل سنأخذ من أختينا ؟
ليس مع فارفارا شئ يمكن أخذه . أما لوسيا فسنسألها ، فهى على الأغلب تملك كثيرا من النقود لنأخذ منها ، فهى أيضا من لحمها ودمها وليست ابنة بالتبنى ، كيف يمكن تجاهلها ؟ ربما تغضب .
لم الانتظار إذن ؟ سأعثر على ناديا الآن ، ونذهب . يجب أن نشترى اليوم ، وإلا فلن يبقى لها أثر إذا وزعوا الأجور غدا . أنا أعرف الوضع عندنا : إذا تمهلت قليلا فاتتك الفرصة وستضطر لشرب الماء . كنا نستطيع الاستغناء عنها فى ظروف أخرى ، ولكن بما أن حالنا هكذا فلا داع للفضيحة . يجب أن نودع أمنا كما ينبغى فهى لم تسئ إلينا أبدا . نهض ميخائيل قبل إيليا ، وراح يتابع حديثه لنفعل كالآتى : سأذهب إلى زوجتى ، فمن الضرورى أن يكون قد تبقى لدينا بعض النقود ، أما أنت فاذهب إلى أختينا فليس من اللائق أن أطلب أنا منهما لأننى صاحب البيت . وبعدها إلى المحل . من الرائع أننا تنبهنا إلى هذا الأمر يجب أن نشترى الآن ، لن ننتظر أكثر .

خرجا مسرعين . كانا مضطربين لأنهما سيأخذان كمية كبيرة من الشراب ، كمية كبيرة لا يستطيع حملها شخص بمفرده ، ويسيران بها فى الشارع . لم يكن المحل بعيدا . وكان خاليا من الناس كعادته قبل أيام استلام الأجور . لم يطل بهما الوقت هناك . عادا يحملان صندوقا يجلجل بزجاجاته ووضعاه فى عنبر المؤونة .
قال ميخائيل :
عندما تكون مكانها لا يوجد أى سبب للقلق . لتبق ، فلن يصيبها شئ هنا . أما البورتفين فيمكن شراؤه فى أى وقت ، فلا يوجد عيه طلبا كثيرا .

فجأة تردد من داخل البيت صراخ نينكا . فتح ميخائيل الباب وهو ينوى نهرها . زلكنه رأى النساء الثلاث قد أحطن بها ، فأرهف السمع .
هى بنفسها قالت نينكا فى صوت ممطوط .
ماذا نفسها ؟ ماذا هزت لوسيا الفتاة .
لست أنا . هى نفسها …
ماذا فعلت هى ؟ تكلمى ، أ لم تتعلمى الكلام ؟
هى ، فتحت عينيها ورأتنى …
وماذا أيضا ؟
رأتنى قلدتها ناديا ولماذا رأتك ؟ عما كنتِ تبحثين فى حقيبتها ؟ من سمح لكِ ؟ ماذا كنتِ تريدين منها ؟
صرخت نينكا :
هى التى أشارت لى أن أفعل . أنتِ لم ترى فلا تقولى شيئا .
سأريك كيف تتحدثين إلى أمك . ما هذه الموضة ؟ ممن تعلمتِ ذلك ؟
انتظرى يا ناديا أسكتتها لوسيا ، وانحنت ثانية نحو نينكا إلامَ أشارت ؟
إلامَ … إلامَ … إلى ما تحت السرير .
قالت ناديا موضحة :
العجوز تحتفظ لها بكراميللا فى الحقيبة .
تابعت لوسيا أسئلتها :
وكيف أشارت لكِ ؟ كيف حدث ذلك ؟ هه !
نظرتُ إليها ولكنها لم تتطلع إلىَّ ، بعدها فتحتْ عينيها ونظرت إلىَّ ، ثم أشارت .
أ لم تقل لكِ شيئا ؟
لم تقل .
تنهدت فارفارا فى أسى :
أوه … أوه … ماذا سيحدث ؟
هنا تدخل ميخائيل مدافعا عن نينكا :
هى ليست خبيثة ، لم ألحظ عليها ذلك أبدا . ربما اعترت أمنا صحوة الموت وكانت نينكا قربها فى تلك اللحظة .

Like a Star @ heaven يتـــــــــــــــبع Like a Star @ heaven
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wanted-uaeu.hooxs.com
WANTED

المدير العام


WANTED


عدد الرسائل : 288
العمر : 37
علم الدوله : روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Ae10
رقم العضويه : 1
مزاجي : روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Yragb11
تاريخ التسجيل : 27/11/2008

روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم   روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Icon_minitimeالخميس 22 يناير - 2:24

أثار ذكر الموت حذرهم وجعلهم يهدؤون لدرجة أنهم راحوا يتنفسون فى خوف وكأن الهواء قد أصبح مسموما بعفونة حادة لا يجوز أن يسمح الإنسان لها بالتسرب إلى داخله . بعدها اقتربوا فى هدوء من سرير العجوز محاولين العثور على أى تغيير يكون قد حدث للعجوز : لم يجدوا شيئا سوى أن الضوء ، الذى أصبح أكثر سطوعا مما كان عليه فى الصباح ، جعل وجه العجوز يبدو أقرب إلى الموت . ولكن قلبها كان ما يزال يخفق كما فى السابق حائلا دون ابتعادها عن الأحياء .

خرج ميخائيل إلى الفناء حيث كان إيليا يتسلى طوال الوقا بتفتيت الخبز للدجاج . قال له :
نينكا تقول أن أمنا فتحت عينيها .
دُهِش إيليا قائلا وهو يطرد ديكا بحركة من قدمه :
هكذا إذن … ماذا بها ؟
لا أدرى ؟
ألا تزال حية ؟
حية . لقد تأكدنا ؟

ظل النهار على حاله وكأنما عن قصد من أجل العجوز بالذات كان طريا ولطيفا وقد تلألأ فوق القرية كلها ، وفوق بيت العجوز أيضا . اقترب موعد الغداء ، ومر النهار بهدوء وسلام ولم يعكره شئ ، وكأنه يحرص على عدم إزعاج شخص ما . راحت السماء منذ الصباح تقترب من الأرض ، بدت مترددة وكأنها على انتظار . أيام سبتمبر أيضا لم تكون ساذجة ، فقد خبرت الكثير من أيام الربيع . ويبدو أن هذا النهار كان قد عرف كل شئ وأراد أن يساعد العجوز كى لا تبقى مدة أطول فى مكانها الصعب ، الأخير كل ما كان عليه : أن يحركها خفية إلى الأمام أو إلى الخلف ، أن يدفعها قليلا عن المكان الذى جمدت فيه .

لم يعرف ميخائيل وإيليا بماذا يمكن أن يشغلا نفسيهما بعد أن أحضرا صندوق الفودكا : كل شئ عدا ذلك بدا لهما غير مهم ، بل ومثير للضجر ، فكان وقع كل دقيقة عليهما ثقيلا . تحدثا عن سبب تأخر تاتيانا ، وعن أنها كانت تستطيع الوصول عشر مرات حتى الآن . سأل إيليا ميخائيل متى عليه أن يذهب إلى العمل ، فأجاب ميخائيل بأنه طلب إجازة من أجل هذه الأيام خرجت الكلمات تافهة ، دون أدنى حاجة لها ، ولم يعد من الممكن متابعة الحديث . أدرك الأخوان أن ليس عليهما سوى الانتظار ، ولكن للانتظار أشكال مختلفة . وتدريجيا تطرق إليهما القلق ، هل هما ينتظران كما يجب حقا ، ولا يضيعان الوقت عبثا . إن حالة الأم التى تحتضر لم تغب عنهما ، ولكنها لم تعذبهما بشدة : لقد\ فعلا كل ما عليهما بلغ أحدهما الآخر ، وها هو الآخر قد وصل . وها هما أيضا قد أحضرا الفودكا معا والباقى كله متوقف على الأم نفسها أو على أى أحد آخر ، ولكن ليس عليهما هل عليهما أن يحفرا قبرا لإنسان لم يمت بعد ! دائما كان لديهما عمل ، وفجأة أصبحا بدونه ، فليس من اللائق القيام بأى عمل آخر قبيل وقوع المصيبة القريبة ، ولكن المصيبة نفسها لا تأتى .

بدأ ميخائيل الحديث ثانية :
قل لى ، كنا نعرف أنها لن تعمر إلى الأبد ، وأن الموعد قد اقترب . كان علينا أن نتعود ذلك الشعور ، ولكننى مع ذلك لستُ مرتاحا .
قال إيليا فى تأكيد :
وكيف يكون غير ذلك . إنها أم .
أم … هذا صحيح . ليس لدينا أب ، وستذهب أمنا الآن وينتهى كل شئ . سنبقى وحيدين . لسنا صغارا ، ولكننا وحيدون . منذ زمن بعيد لم يعد هناك أمل فى أمنا . كنا نعرف أن دورها هو الأول ، ثم يحل دورنا . كانت كأنها تحمينا ولم يكن هناك سبب للخوف ، أما الآن فعلينا أن نعيش ونفكر .
ولم التفكير فى ذلك ؟ ما الفرق إن فكرنا أو لا …
لا داعى للتفكير ، ولكننا نفعل ذلك مرغمين ، كأننا خرجنا إلى مكان مكشوف وأصبحنا عرضة للأنظار . أدار ميخائيل رأسه الأجعد وصمت قليلا ، ثم تابع والحال نفسه ينسحب على أولادنا . حينما تكون جدتهم حية يبقون صغارا ، أما أنت فتبقى شابا . والآن ، عندما تموت العجوز ، يبدأ الأولاد فى الحال بدفعك إلى الأمام . فهم كالوباء يكبرون ولا يمكن إيقافهم .

بمجرد انتهاء ميخائيل من كلامه حتى اندفعت ناديا مهرولة ، ودعت الرجلين بصوت واجف :
يارجال ، تعالا بسرعة . بسرعة .
ماذا جرى ؟
الأم …
وما إن اقتربا حتى غابت العجوز ثانية عن الوعى ، ولكنها قبل ذلك نطقت فجأة بكلمة دون أن يفهما أحد . وحينما اقتربت لوسيا وفارفارا منها كانت ما تزال تنظر إلى الأمام ، ولكن كانت عيناها تنغلقان . كان شئ ما يجرى بداخلها رغم أن لم تتحرك بعد ذلك . شئ ما بدأ يدور فى داخلها كان يبدو أن العجوز على وشك التحرك من المكان الذى راوحت فيه حتى أن وجهها قد تغير : أصبح أكثر تعبيرا ، وبدت عليه بوادر الشجاعة . ومن هناك ، من أعماقه ، راح يرتجف بفعل القوة القليلة الباقية ، فبدت وكأنها تغمز بعينين مغلقتين .

وقفوا حول الأم . راحوا ينظرون إليها بخوف دون أن يعرفوا بماذا يمكن أن يفكروا أو على أى شئ يعلقون آمالهم . لم يكن ذلك الخوف يشبه أبدا ما صادفهم خلال حياتهم بالمدينة أو القرية ، لأنه كان أشد وقعا وفظاعة ، ولأنه كان صادرا عن الموت بدا الآن أنه لاحظهم جميعا ، نظر إلى وجوههم ولن ينساها أبدا . وكانت رؤية ما يجرى أمر مرعب : لعل ذلك ما سوف يحدث لهم أيضا فى وقت ما . كانوا يرونه هو نفسه ، ولم تكن لديهم الرغبة فى رؤيته حتى لا يبقى عالقا فى ذاكرتهم إلى الأبد . ورغم ذلك لم يتمكنوا من الابتعاد أو الإعراض عنه . لم يكن الابتعاد ممكنا ، لأنه كان مشغولا بأمهم ، وربما أغضبه ذلك . لم يكن أحد يريد إثارة انتباهه إلى نفسه ، وهكذا وقفوا بلا حراك .

بدا شئ ما ينبض فى عينى العجوز ويحركهما . لم تفتحهما فى الحال أو بسهولة ، ولكنهما انفتحتا . حاولتا استيعاب الضوء ولكن دون جدوى . فجمدتا . سرى فيهما الهدوء عدة دقائق ، ثم تحركتا من جديد وانفتحتا بقوة أكبر هذه المرة . ومن خلال الوميض الأبيض الشاحب المتبقى فيهما تمكنتا من الرؤية . وكان كل ما رأته أيضا شاحبا وخابيا مثل الخيال . فظهر على وجه العجوز تعبير من الأسف والألم . حاولت طرده برفة من عينيها ولكنها عجزت . ولعل ذلك كان برغبة منها ، لكن الشئ الذى تراءى للعجوز لم يتركها ، بل حثها على التأكيد يبدو أن الذكريات عادت إليها ، فتذكرت أنها كانت تعيش ، وأرادت أن تعرف أين هى الآن ، وهل هى فى كامل وعيها . وَسَّعَت من فتحة جفنيها بعد أن تمكنت من التحكم فيهما ، ونظرت لا ، لم يتركوها وحيدة ، لقد رأتهم بقربها وعرفتهم لم تقدر على تقبل ذلك بصمت ، فخرجت من صدرها أصوات جافة واهنة تشبه الفحيح .

تأوهت فارفارا وضربت كفا بكف ، ثم رفعت يديها إلى حلقها لتكتم صرخة .

سكنت العجوز وكأنها استنفدت كل ما فيها من حياة متبقية . ارتخى الجفنان ، ولكن تنفسها كان قويا لدرجة أن جسدها كان يهتز . هدأت الأنفاس ، ولكنها لم تنقطع . وصار واضحا كيف كانت تتحرك البطانية فوق جسد العجوز .

راحوا ينتظرون وهم يشعرون جيدا أنهم أبناء وبنات العجوز ، واعتراهم شعور بالأسف عليها ، وبأسف أشد على أنفسهم لأنها ستترك لهم بعد موتها حزنا لن يزول بسرعة . انتاب كل منهم على طريقته إحساس غير مسبوق من الرضى والألم عن نفسه ، لأنه قرب أمه فى ساعاتها الأخيرة كما يليق بالابن أو البنت ، وبذلك استحق غفرانها غفران آخر لا يشبه الغفران البشرى ، ليس له علاقة بالأم ، ولكنه ضرورى للحياة . كان ذلك مزيج من الخوف والألم . وأشد ما أخافهم وهم يرقبون احتضار الأم الطويل ، إدراكهم أن الناس يجب ألا يشاهدوا ما شاهدوه . ودون أن يصدقوا أنفسهم أخذوا يتمنون أن ينتهى كل شئ بسرعة .

ولكن العجوز ما زالت تتنفس .

لم يعد إيليا يحتمل ، فهمس لميخائيل ، وفجأة فتحت العجوز عينيها من جديد وكأنها استجابت للهمس . لم تغمضهما هذه المرة ، وإنما حدقت أمامها . أرادت البكاء ، ولكنها لم تستطع : جفت دموعها . هرولت فارفارا لمساعدتها . ناحت بسهولة وبصوت مرتفع ، ففعلت هذه المساعدة فعلها فى العجوز ، وحالت دون غيابها عن الوعى : فارقتها الكلمات ولكنها تذكرت الكلمات التى كانت أقرب إلى نفسها ، تلك التى كانت دوما على لسانها .
لو سيا ، إيليا ، فار فا را . نطقت اسماءهم بكثير من الجهد .
راحت لوسيا تشد من عزيمتها : نحن هنا يا ماما . اطمئنى ، نحن هنا .
عادت فارفارا إلى النحيب : أمى ى ! …

وثقت العجوز بنفسها وبالأصوات . هدأت واطمأنت وهى تحت تأثير فرحها وألمها الأخيرين . نظرت إليهم ، وبدت كأنها تغوص أعمق فأعمق . وفجأة أوقفتها قوة ما خفية ، فعادت إلى وعيها . ازدادت تجعدات وجهها ، وراحت عيناها تبحثان عن شخص ما . كان بكاء فارفارا يزعجها ، فتنبهوا إلى إيقافها .
تانشورا نطقت العجوز الاسم فى توسل .
تبادلوا النظرات ، وتنبهوا إلى أن الأم كانت تدعو تاتيانا بهذا الاسم .
ردوا فى صوت واحد :
لم تصل بعد .
ستصل قريبا .
إنها على وشك الوصول .

فهمت العجوز ، وأحنت رأسها قليلا . ارتسم تعبير من الراحة والطمأنينة على وجهها ، وانغلقت عيناها ، وسرعان ما غابت عن الوعى مرة أخرى .

انفضوا كان من الضرورى أن يستريحوا قليلا . لم يبق قرب العجوز سوى فارفارا ، التى راحت تبكى بصوت منخفض . لم يكن بكاؤها يزعج أحدا ، ولو إنها كفت عنه ، لشعروا بالقلق .




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خلـــــــصنا اول جزئـــــــين بس.. ويتبع الباقي فمواضيع ثانيه GOOD
ان شالله استمتعتوا فيهم وان شالله ما بطول لين ما انزل الباقي ..
تحيااتي..
WANTED
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wanted-uaeu.hooxs.com
~»Ň3ỏǾỏறXx

مشـــرف





انثى
عدد الرسائل : 682
العمر : 36
العمل/الترفيه : لو حب ←♥قلبيـے♥→ غيرگ بدعيـے‘ عليـﮧ ×يموت
المزاج : كوؤول
علم الدوله : روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Ae10
مزاجي : روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم 8512
تاريخ التسجيل : 11/12/2008

روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم   روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Icon_minitimeالخميس 22 يناير - 6:04

فدييييييييييييييييييييتج واللله مديرتنا ثــــــــــــآنكس..


لااطووليييييييين علينااااااااااااا...


نتريـــآج~*
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
»●ƒwά3ά»●

عضو فضي


»●ƒwά3ά»●


انثى
عدد الرسائل : 162
العمر : 33
العمل/الترفيه : مكيفــ,ـة ع الآخر..
مزاجي : روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم 4210
تاريخ التسجيل : 27/12/2008

روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم   روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم Icon_minitimeالجمعة 23 يناير - 9:18

عاد انا بتطلع عيوني...<< حتى اني ضيعت
يسلمو بوس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
روايه المهله الاخيره ( روايه مترجمه) لعيونكم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
WANTED-UAEU.HOOXS.COM :: --{المنتدى الادبي ..« :: {--كآن يامآ كآن ..~-
انتقل الى: